حين تقرأ تنبت لك أجنحة: كيف نعيد لأطفالنا شغف القراءة في زمن الشاشات؟

كتب بواسطة: بثينة المرعي

حين كانت الحكايات تُروى على ضوء القمر، كان الأطفال ينامون على وسادة الخيال، يرحلون في عوالم القصص قبل أن تغفو أعينهم. واليوم،

في زمن الشاشات المتلألئة، انطفأ ضوء القمر بين أيديهم، واستبدلوا دفء الحكاية ببرودة الشاشة. فكيف نعيد للقراءة سحرها؟ وكيف نجعل من

الكتاب صديقًا في عصر الذكاء الاصطناعي لا خصمًا؟

القراءة ليست هواية فقط، إنها جواز سفر نحو عوالم الإبداع، ومرآة تعكس فكر الإنسان وروحه. في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتُغري فيه الألعاب الإلكترونية خيال أطفالنا، يصبح من الضروري أن نُعيد تعريف العلاقة بين الطفل والكتاب.

لكن لا يجب أن نضع الكتاب في مواجهة التكنولوجيا، بل نجعل الذكاء الاصطناعي جسرًا جديدًا نحو المطالعة. تخيّل أن يقرأ الطفل قصةً تفاعلية يشارك فيها الذكاء الاصطناعي بتوجيه الأسئلة، أو أن يُنشئ تطبيقًا يُخبره بما تعلّمه من القصة، أو يُقترح عليه كتبًا تناسب ميوله. هكذا نزرع فيهم حبّ القراءة بلغة زمانهم.

📖 من الجميل أن نُخصّص "زاوية قراءة ذكية" في البيت، حيث يُمكن للطفل أن يجمع بين الكتاب الورقي والجهاز الرقمي في توازنٍ جميل: يقرأ قصة، ثم يستخدم تطبيقًا تعليميًا لاكتشاف معاني الكلمات، أو يلعب لعبةً تُحاكي مغامرات بطل القصة.
إنها القراءة الممزوجة بالذكاء، لا المنعزلة عنه.

ولكي تزهر هذه الفكرة، يحتاج الأطفال إلى قدوة قارئة. فحين يرى الطفل والده أو والدته يحمل كتابًا، يتعلم أن القراءة ليست واجبًا مدرسيًا، بل أسلوب حياة.
اقرأ معه، لا له فقط. ناقشه، اتركه يتخيل، ثم اسمح له بأن يبتكر نهاية جديدة للقصة بمساعدة المساعد الذكي.

وكما قال الشاعر:

"اقرأ ففي الحرفِ ضوءُ فجرٍ جديد
وارفَعْ كتابَكَ.. كي ترى الوعودَ تولدُ من جديد"

لن تُنافس القراءةُ الشاشاتَ إن بقيت تقليدية، لكنها ستنتصر حين تُدمج بروح التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
فلنزرع في أطفالنا حبّ الحرف، ونمنحهم أدوات العصر ليُحلّقوا بالعلم والمعرفة، ولتُصبح الشاشة نافذة نحو الكتاب، لا جدارًا يحجبه.

 


التعليقات

لست مخولاً بنشر التعليقات.