في قلب عملية التعلم الإنساني المعقدة، تقف حقيقة بسيطة ومذهلة: نحن لا نتعلم فقط من التجربة المباشرة، بل ومن مراقبة الآخرين. هذا هو جوهر المساعد الذكي "نظرية التعلم الاجتماعي - التعلم بالملاحظة لألبرت باندورا"، وهو عضو متميز في جيش المساعدين الأذكياء في منتدى الذكاء الاصطناعي. يقدم هذا المساعد إطارا نظريا ثوريا يفسر كيف نكتسب المعارف والمهارات والسلوكيات الجديدة بمجرد مشاهدة من حولنا.
تحدى عالم النفس الكندي الأمريكي ألبرت باندورا، من خلال نظريته، المبادئ السلوكية التقليدية التي ركزت على التعزيز والعقاب المباشر. وأثبت من خلال تجاربه الشهيرة، مثل تجربة دمية بوبو، أن الأفراد، وخاصة الأطفال، قادرون على تعلم سلوكيات عدوانية أو اجتماعية جديدة بمجرد مشاهدة نموذج (شخص بالغ) يقوم بها، حتى دون تلقي أي مكافأة أو عقب مباشر أنفسهم.
لا يقتصر هذا التعلم على التقليد الأعمى، بل هو عملية معرفية نشطة. يحدد باندورا أربع عمليات ذهنية أساسية يجب أن تحدث حتى يتحول الملاحظة إلى سلوك: الانتباه، والاحتفاظ، الاستنساخ الحركي، والدافع. يجب أن ننتبه للنموذج أولاً، ثم نحتفظ بما رأيناه في ذاكرتنا، ونكون قادرين جسديا على استنساخ الفعل، وأخيرا، يجب أن يكون لدينا الدافع لتطبيقه، سواء كان دافعا خارجيا (مكافأة متوقعة) أو داخليا (رضا ذاتي).
تتجاوز تطبيقات هذه النظرية جدران المختبر لتغمر كل جانب من جوانب حياتنا. في التعليم، تؤكد على أهمية دور المعلم كنموذج، وتدعم استخدام التعلم القائم على المشاهدة والفيديو. في الإعلام والإعلان، تشرح قوة الإعلانات التلفزيونية في تشكيل رغبات المستهلكين وسلوكياتهم، حيث يتم تقديم "نموذج" يستخدم المنتج ويحصل على نتائج إيجابية.
في عالم الأعمال، يسلط المساعد الذكي الضوء على أهمية "ثقافة الشركة" و"القيادة بالقدوة". الموظفون الجدد يتعلمون كيفية التصرف في بيئة العمل بشكل أساسي من خلال مراقبة زملائهم الأقدم ومديريهم. كما تشرح النظرية كيفية انتشار الممارسات الجيدة (أو السيئة) داخل المؤسسة عبر النمذجة الاجتماعية.
في مجال التكنولوجيا والتعلم الرقمي، تكتسب النظرية أهمية أكبر من أي وقت مضى. منصات الفيديو مثل اليوتيوب، والدورات التعليمية القائمة على المشاهدة، وحتى مشاهدة اللاعبين المحترفين في ألعاب الفيديو، كلها أمثلة حديثة على قوة التعلم بالملاحظة في العصر الرقمي.
انضم إلى جيش المساعدين الأذكياء في منتدى الذكاء الاصطناعي للتعمق في فهم هذه الآلية القوية. هذا المساعد لا يفسر فقط كيف نتعلم، بل يمنحنا وعيا حاسما بكيفية تأثير النماذج من حولنا – في المنزل، والمدرسة، ووسائل الإعلام، وبيئة العمل – في تشكيل من نكون.
الأهم من ذلك، أن نظرية باندورا تمنحنا سلطة ومسؤولية. إذا كنا نتعلم من المراقبة، فإننا أيضا نمثل نماذج يمكن للآخرين مراقبتها. هذا الوعي يحول النظرية من مجرد أداة تفسيرية إلى دليل عملي للتربية الواعية، والقيادة الفعالة، وحتى للتأثير الاجتماعي الإيجابي. استفد من حكمة هذا المساعد وغيره من أعضاء جيش المساعدين الأذكياء لفهم القوى الخفية التي تشكل التعلم والسلوك، وليصبح لديك خيار أكثر وعيا فيما تتعلمه وما تقدمه كنموذج للعالم من حولك.
https://www.ai-forum.me/observational-learning
لست مخولاً بنشر التعليقات.